وكالة: شروط سعودية لوقف حرب اليمن وتوجه أممي لعقد جولة تفاوض جديدة
يمنات
و إذا جرى التوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك أكبر انفراجة في الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية منذ أن بدأ الصراع في عام 2014.
و تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في حملته الانتخابية بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط، للضغط على الرياض لإنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
لكن المصادر قالت إن الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال اليمن وأكبر مناطقه المأهولة بالسكان، قد يكونون أقل استعدادا للتعاون مع السعودية إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدات بتصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية قبل تركه المنصب.
و لم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية و لا متحدث باسم الحوثيين على طلبات للتعليق.
و قال مصدران إن الطرفين، اللذين عقدا مباحثات عبر الإنترنت، رفعا في الآونة الأخيرة مستوى التمثيل في المحادثات ليشارك فيها محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثيين و مسؤول سعودي أكبر.
و ذكرت المصادر أن الرياض طلبت مزيدا من الضمانات الأمنية من الحوثيين، و منها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.
و تريد الرياض من قوات الحوثيين مغادرة ممر على طول الحدود السعودية لمنع التوغلات و نيران المدفعية.
و في المقابل، ستخفف المملكة حصارا جويا و بحريا في إطار اقتراح الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، و الذي يشمل بالفعل وقف الهجمات عبر الحدود.
و بدأت الرياض العام الماضي محادثات غير مباشرة مع الحوثيين من أجل الخروج من الصراع الذي أثار انتقادات من بايدن و أودى بحياة عشرات الألوف و أضر بسمعة ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.
و قالت المصادر إن المحادثات توقفت خلال الشهرين الماضيين مع تصاعد القتال في منطقة مأرب الغنية بالغاز، حيث شن الحوثيون هجوما لطرد القوات المدعومة من السعودية.
و مأرب هي آخر معقل لحكومة عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا والتي أطاح بها الحوثيون من السلطة في العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014. و دفع ذلك التحالف الذي تقوده السعودية، ويضم كذلك الإمارات، إلى التدخل.
مشاورات بشأن إيران
قال اثنان من المصادر، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث لوسائل الإعلام، إن إدارة ترامب مارست ضغوطا على الحوثيين من خلال التهديد بتصنيفهم منظمة إرهابية، و ذلك دعما للسعوديين.
و أضافا أن أي قرار تتخذه واشنطن لإدراج الحوثيين في القائمة السوداء، في إطار حملة “الضغوط القصوى” على طهران، سيكون “مدمرا” بعد سنوات من جهود السلام التي قادها مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث و سفراء غربيون آخرون.
و قال أحد المصادر إن خبراء في الإدارة الأمريكية نصحوا ترامب بعدم إدراج اسم الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
و لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب من رويترز للتعليق.
و استمرت المحادثات السرية بين المملكة و الحوثيين لما يزيد على عام، بالتوازي مع جهود غريفيث، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
و قال مصدران إن الأمم المتحدة تعمل على ترتيب اجتماع مباشر قبل نهاية العام الحالي، فضلا عن اتفاق على إعلان مشترك يوقف جميع الأعمال المسلحة الجوية و البرية و البحرية.
و قال أحد المصادر إن أوروبا ستكون مكانا منطقيا لعقد هذا الاجتماع إذ أن الأمم المتحدة تسعى لعقد المحادثات على أرض محايدة. و أحجم مكتب غريفيث عن التعليق.
المصدر: وكالة رويترز